من يسمع صوت النحالين

من الجبل والوادي اجتمع 45 نحالاً من الجغرافيا السورية في مهرجان العسل السوري الثالث في صالة تشرين بدمشق، جمعوا منتجاتهم وتفننوا بعرضها، وانتظروا الزبائن، لكن الحضور خجول والبيع معدوم، والتصدير مؤجل، وتصنيع العسل آخر هم الصناعات الغذائية، والتشجيع على استهلاك العسل آخر هم وزارة التربية، وما هو دارج على ألسنة الناس أن هذا العسل مغشوش، والسبب أن بضعة من تجار البسطة يبخسون أسعاره ويبيعون منتجات مغشوشة تحت أعين الجميع دون حسيب أو رقيب، فالذي ترسخ في عقول الزبائن العسل المغشوش وليس عسل الصافي.
في مهرجان العسل المنافسة على الطعمة والتذوق، ومن لديه ملكة التذوق فهو قادر على التمييز بالطعم بين عسل الحمضيات وعسل اليانسون، وعسل العجرم وعسل الشوكيات، وعسل حبة البركة وغيره من أنواع العسل، وفي المقابل العتب كبير على الجهات المنظمة من قبل المشاركين للتقصير في التحضير الجيد للمعرض، حيث المراجعين يُعدون على أصابع اليد الواحدة، ومن دفع 450 ألف ليرة بدل حجز استاند للمشاركة لم يبيع بنسبة بسيطة من مشاركته ناهيك عن المصاريف الأخرى من التنقل وحجز الفندق للإقامة ومصاريف التذوق والهدايا المقدمة وغيرها.
المشاركون في المهرجان لا ينقصهم الإنتاج، ولا ينقصهم التفنن في العرض، وتنوع المنتجات , لكن ما ينقصهم هو التسويق الجيد الذي يجب أن يكون الهدف الأول للقائمين على المعرض والجهات الحكومية، وأن لا يتحول العسل إلى موسم حمضيات آخر .
ويرى المشاركون أنه على الجهات الحكومية العمل على تحويل مادة العسل من الاستهلاك الخاص بكبار الأعمال إلى الاستهلاك الشعبي، وإتاحة العسل عبر تصنيعه وبيعه بكميات قليلة ليصبح سعره بسعر قطعة البسكويت، وبعض القطع أغلى من العسل.
المشاركون عتبهم كبير على وزارة الزراعة كون الإرشاد الزراعي للنحل غير متاح، ولا أحد يتواصل معهم ويقدم لهم النصائح والإرشادات الطبية، والدليل على ذلك الخسارة الكبيرة من قبل المربيين من جراء هجرة أسراب النحل، والأمراض الأخرى وتكديس الإنتاج لعدم تصريفه وقلة الطلب عليه.
تجار العسل يقطفون زبدة الإنتاج من خلال تجارتهم المربحة أضعاف ربح المربي، ومنهم من يقوم بالتعبئة والغش، ومنهم من يحترم اسمه ووزارة الزراعة عينها على أحداث مخبر لتحليل العسل، وغير معنية برفع إنتاجية الخلايا وإيجاد المراعي، وتقديم التسهيلات لنقل الخلايا ونقل المنتج من دون حلقات استفزاز.
في التصريحات الإعلامية , المهرجان يهدف إلى تنظيم وتطوير النظم والأساليب النحلية، وتطوير وتحسين الكفاءة الإنتاجية من الملكات والطرود والمنتجات النحلية الأخرى، “ياسلام كلام معسول لا غبار عليه، وأفضل من غبار الطلع” ، لكن في الواقع ألم ووجع المربين لا يمكن التستر عليه، ومجرد أن تسأل أي مربي عن حاله حال المعرض ويبدأ يسرد لك جملة من المنغصات.
ما نود أن نقوله وإيصاله أن هذه الدورة لم تكن ناجحة بمستوى الدورات السابقة، قد يكون اختيار المكان غير موفق، وقد يكون هناك تقصير بأساليب الدعاية، وقد يكون هناك أسباب أخرى، لكن في المحصلة يجب أن تتبنى الحكومة تسويق هذه المنتجات، والتركيز على تطوير المنتجات المرغوبة منها وذات السعر المرتفع، والتوجه إلى تصنيع العسل وتحويله إلى منتج شعبي, فهل وصل صوت العسل؟؟ .

#الساعة_25 : طلال ماضي

طباعة المقال طباعة المقال