اختتمت الرابطة السورية للأطباء النفسيين أعمال مؤتمرها الدولي السنوي الأول الذي أقامته بالتعاون مع جامعة دمشق ومؤسسة هدايا للمعارض والمؤتمرات الدولية تحت شعار /تكامل مسارات الصحة النفسية/ بمشاركة باحثين من داخل سورية وخارجها.
وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات الشاملة والعملية والتي تهدف إلى تحسين واقع الصحة النفسية في سورية بشكل جذري، وتركز على عدة محاور رئيسية، بدءاً من الإطار القانوني والتشريعي، مروراً بتطوير الخدمات وتحسين جودتها، وصولاً إلى تعزيز البحث العلمي والتعليم في مجال الصحة النفسية، كما تولي اهتماماً خاصاً لدمج التكنولوجيا الحديثة في تقديم خدمات الصحة النفسية وتعزيز الوعي المجتمعي.
وأوصى المشاركون بضرورة بصياغة وإقرار قانون للصحة النفسية في سورية يتوافق مع المعايير الدولية حيث يجب أن يشمل هذا القانون تعريفات دقيقة للاضطرابات النفسية، وحقوق المرضى، وإجراءات العلاج الإلزامي، وآليات الرقابة والمتابعة، وينبغي أن يتضمن أحكاماً لمكافحة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية، إضافة لإدراج خدمات الصحة النفسية ضمن نظام التأمين الصحي وتوسيع نطاق التغطية التأمينية لتشمل خدمات الصحة النفسية بشكل شامل، مع وضع إطار دقيق يضمن حصول جميع المواطنين على هذه الخدمات بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي أو الاجتماعي .
ودعا المشاركون إلى العمل على تطوير نموذج رعاية متكامل يجمع بين الطب والعلاج النفسي والخدمات الاجتماعية وهذا ما يتطلب تنسيقاً وثيقاً بين مختلف التخصصات وتطوير بروتوكولات مشتركة للتشخيص والعلاج، كما دعوا إلى تطوير البنية التحتية الرقمية للصحة النفسية، من خلال الاستثمار في تطوير منصات رقمية آمنة لتقديم خدمات الصحة النفسية عن بعد، وهذا يشمل تطوير تطبيقات للهواتف الذكية للمتابعة والدعم النفسي، وأنظمة للاستشارات الإلكترونية، مع ضمان خصوصية وأمن البيانات الشخصية للمرضى .
وركز المشاركون على تعزيز البحث العلمي في مجال الصحة النفسية، وزيادة الدعم المالي والمؤسسي للبحوث في مجال الصحة النفسية في سورية، والتركيز على الدراسات الوبائية لفهم انتشار الاضطرابات النفسية في المجتمع السوري، وتطوير تدخلات علاجية مناسبة ثقافياً، إضافة للعمل على تطوير برامج الوقاية وتعزيز الصحة النفسية المجتمعية وتصميم وتنفيذ برامج وطنية للوقاية من الاضطرابات النفسية وتعزيز الصحة النفسية الإيجابية، ويشمل ذلك حملات توعية مجتمعية وبرامج في المدارس وأماكن العمل، وتدريب العاملين في الرعاية الصحية الأولية على اكتشاف وإدارة المشكلات النفسية .
ودعا المشاركون إلى تحسين جودة التعليم والتدريب في مجال الصحة النفسية من خلال مراجعة وتحديث مناهج الطب النفسي وعلم النفس في الجامعات السورية، وتطوير برامج تدريب مستمر للممارسين بهذا المجال لضمان مواكبتهم لأحدث التطورات العلمية والعلاجية، وإنشاء نظام ومعايير وطنية لمراقبة جودة خدمات الصحة النفسية، وإنشاء هيئة مستقلة لمراقبة وتقييم هذه الخدمات، ويشمل ذلك وضع مؤشرات أداء رئيسية وإجراء تقييمات دورية للمرافق والممارسين.
يذكر أن المؤتمر استمر لثلاثة أيام وتضمن خمسة محاور رئيسية، ورافقه معرض متخصص بالأدوية الطبية النفسية في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات .