بالتتابع حوّلت الإدارات السابقة للشركة العامة للمنظفات”سار” الشركة من نظام شركة مكون من عدة أقسام إلى نظام ورشة صغيرة وفق صحيفة تشرين، يختلط فيها “الحابل بالنابل” كما يقال، وينتقل العمل فيها من آلي متطور إلى نظام يدوي متعب ومجهد. أغلب الظن أن كل ذلك أتى في الفترات الماضية من أجل المنفعة الآنية التي يمكن أن يستفيد منها الأفراد. بالأمس ليس بالبعيد كانت “سار” من الشركات الرائدة في صناعة المنظفات من صابون وسائل بمختلف مسمياته وكلور ومعطر وغيرها، وجميع هذه المنتجات متوفرة في الأسواق المحلية، في حين هي اليوم بالكاد تغطي حاجات بعض العقود التي تبرمها الشركة مع القطاع الحكومي، ولعل من أكبر المآسي التي تعانيها هذه الشركة هي أنها تعنى بصناعة الكيميائيات وليس فيها كيميائي واحد، اللهم سوى المدير فقط لاغير، أليس هذا مؤشراً على ضعف تراكمي يقصد منه إضعاف عمل هذه الشركة؟!.
مدير عام الشركة رنا النعساني أشارت إلى أن الشركة تسعى دائماً إلى تطوير منتجاتها من خلال المحافظة على المنتجات القديمة والبدء في منتجات جديدة مثل الصابون الأبيض والمعطر الأبيض، إضافة إلى وجود منتجات قيد الإنتاج مثل سائل الغسيل للملابس البيض وسائل آخر للملابس السود، ومنظف رأس الغاز، ومنظف أفران الغاز القلوي ” PH “، كما أن الشركة عملت خلال الفترة الماضية على تقييم أداء منتج خاص بإطفاء الحريق، وهو سائل رغوي لإطفاء الحرائق و بانتظار نتائج التحليل لهذا المنتج، مع الإشارة إلى أن الشركة تلقت العديد من الطلبات لتأمين هذا السائل من القطاعين الخاص والعام .
وألمحت النعساني في تصريح لـ”تشرين” إلى أن الشركة بصدد إعداد دراسة خاصة لإنتاج بودرة الإطفاء وسوائل حفر الآبار، مشيرة إلى الشركة ملتزمة بتنفيذ العديد من العقود الموقعة مع القطاع الحكومي، كالمشافي وإدارة المهمات وغيرها من الجهات الأخرى، حيث تصل قيمة هذه العقود إلى عشرات المليارات، فيما تحفظت النعساني على تزويدنا بالأرقام الإنتاجية والمبيعات والأرباح المحققة للشركة خلال الفترة الماضية، مبررة تحفظها المبني على التعليمات الوزارية ولاشي غير ذلك.
واعترفت بأن خطوط الإنتاج القائمة في الشركة تعمل وفق الطريقة اليدوية، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في أداء الخطة الإنتاجية، وأنه لا بدّ من الانتقال إلى العمل الآلي في خطوط الإنتاج. ولم تفصح النعساني عن مبررات بقاء الشركة في المقر المؤقت الكائن في شركة الزجاج على الرغم من جاهزية مقر الشركة الرئيسي القائم في عدرا الصناعية 100%، وللعلم، فإن المقر الرئيسي مجهز كأقسام عمل ومستودعات وبناء إدارة، منوهة بما تعانيه الشركة من عدم توفر مخبر، الأمر الذي يستدعي إرسال عينات من المنتجات إلى مركز الاختبارات والأبحاث الصناعية لتقييم جودة منتجات الشركة، إضافة إلى المعاناة في نقص الكوادر الإدارية والإنتاجية، حيث لا يتجاوز عدد العاملين الحاليين 40 عاملاً، في حين الملاك يصل إلى 408 عمال.
وحسب النعساني، فإن الشركة تفتقر إلى الكيميائيين، حيث لا يوجد كيميائي واحد غيرها، ويبقى الأهم هو عودة الشركة إلى سابق عهدها من خلال تضافر جهود الجهات الوصائية وتأمين العودة السريعة إلى المقر القديم الجديد للشركة في عدرا ورفدها بالكوادر الخبيرة والمتخصصة، ومن خلال ذلك يمكن أن تعود الشركة إلى ألقها من جديد.
تشرين