معملان خاصان فقط في المنطقة الجنوبية بسبب نقص العمالة المتخصصة … مدير معمل سجاد دمشق: إنتاج القطاع العام لا يغطي 10 بالمئة من حاجة السوق

سجلت أسعار السجاد والموكيت في أسواق دمشق أرقاماً فلكية، خارجة من نطاق القدرة الشرائية للمواطن السوري، حيث تجاوز سعر المتر الـ600 ألف للنوعية الجيدة، وبلغ سعر متر السجاد النوع الوطني 150 ألفاً، فالسجادة التي تبلغ مساحتها خمسة أمتار أصبحت تباع بثلاثة ملايين.

مدير معمل سجاد دمشق عمار الهلال أكد لـ«الوطن» أن سعر متر السجاد في الشركات العامة يباع بـ285 ألفاً، وبيّن أن القطاع العام يضع هامش ربح بين 2 لـ5 بالمئة في حين القطاع الخاص لا يقبل بهذه النسبة الضئيلة، لأن أجور العمال في القطاع الخاص مرتفعة تصل إلى الملايين على عكس القطاع العام، بالإضافة إلى أن منتجات القطاع العام معفاة من الرسوم والضرائب أما القطاع الخاص فيستورد المواد الأولية بالكامل من الخيوط.

وقال: إن كمية إنتاج السجاد الصوفي في شركات القطاع العام لا تغطي 10بالمئة من حاجة السوق المحلية، وذلك بسبب خروج بعض معامل السجاد الصوفي في حلب عن الخدمة، وهذا أحد أسباب ارتفاع أسعار السجاد في القطاع الخاص في ظل النقص وتغذيته للسوق كبديل من القطاع العام، حيث استُغل الوضع الراهن ورُفعت الأسعار.

وأوضح أن معمل سجاد دمشق بلغ إنتاجه من السجاد الصوفي في هذا العام ما يقرب من 15 ألف متر، في حين بلغ إنتاج العام الماضي 6 آلاف متر، وأضاف: حتى إن القطاع الخاص ضاعف إنتاجه لكن كل هذه المضاعفات لا تغطي حاجة السوق المحلية>

وأوضح الهلال أن هناك انخفاضاً في الاستثمارات المحلية في صناعة السجاد، وأضاف: هناك معملان فقط للقطاع الخاص في المنطقة الجنوبية، وذلك بسبب نقص العمالة المتخصصة وهجرتها، مشيراً إلى أن السجاد اليدوي في طريقه إلى الانقراض، وأصبح أقرب مايكون للصناعة التراثية بسبب ارتفاع تكلفة إنتاجه.

أمين سر حماية المستهلك عبد الرزاق حبزه أكد لـ«الوطن» أن أسعار السجاد قد ارتفعت بنسبة 100بالمئة مقارنةً في العام الماضي، وبيّن أن السورية للتجارة قدمت عروضاً « بالتقسيط» ولكن الأقساط كانت مرتفعة، وأشار إلى أنه حتى السجاد المستعمل أسعاره مرتفعة، وجودته منخفضة ويصل سعره إلى المليون ليرة، وأضاف: يجب أن يكون هناك تدخل حكومي في آلية البيع بالتقسيط بما يتناسب مع راتب الموظف السوري.

واعتبر أن الخيارات أمام المواطن في هذا العام محدودة بسبب الأرقام الفلكية لأسعار السجاد والموكيت، وبيّن أن شراء سجادة يحتاج إلى ميزانية كبيرة تفوق قدرة المواطن السوري.

وأوضح أن المشكلات التي تعاني منها المعامل هي تراكم في ارتفاع تكاليف الإنتاج بصناعة السجاد بسبب زيادة أسعار الخيوط المستوردة ومصاريف التشغيل والطاقة والعمالة، معتبراً أن الحلقة الأضعف المواطن وقدرته الشرائية التي لا تتناسب مع الأسعار.

قاسيون مول

شارك الخبر مع زملاءك عبر