المخرج أيمن الحمد يعرض “بلبل الشرق”… توثيق لتجربة باحث سوري جمع قرابة مليون تسجيل موسيقي

استطاع الباحث محمد المصري أن يؤسس عبر سنوات عمره السبعين مكتبة من نوع خاص تعد بحق من أكبر مكتبات الفن الأصيل حيث تروي حكاية تاريخ امتد لستين سنة من الجمال والفن والابداع الذي لن يتكرر.

ومذ كان عمره ست سنوات دفعه شغفه لتوثيق كل ما تقع عليه عيناه من ملصقات وأسطوانات وصور وأفلام ترتبط بجزئيات هذه الحقبة الابداعية حتى أصبح يمتلك موروثا موسيقيا يصل الى قرابة مليون تسجيل موسيقي وغنائي.

عن هذا المؤرخ السوري ومكتبته الفريدة عرض مركز دمشق للأبحاث والدراسات “مداد” فيلما وثائقيا يضيء على مكتبة المصري ويعرف الجمهور به تحت عنوان “بلبل الشرق”.

مخرج ومنجز العمل أيمن الحمد تحدث عن هذه التجربة الاخراجية مبينا أنه اختار أن يوثق لهذا المؤرخ الموسيقي في فيلم قصير مدته عشرون دقيقة مشيرا إلى أن الفيلم ارتكز بشكل أساسي على تجربة المصري المميزة حيث جمع في مكتبته كل ما يخص زمن الفن الجميل منذ عام 1920 وحتى فترة الثمانينات من القرن الماضي.

وأكد الحمد أهمية الاضاءة من قبل الإعلام على تجربة هذا الرجل لأنها تمثل مرجعا وثائقيا نادرا ومهما للموروث الموسيقي العربي مشيرا إلى أنه أراد ان يوصل رسالة اساسية من خلال فيلمه وهي الحفاظ على التراث وعدم التفريط بالماضي.

ويضم متحف المصري حسب ما ظهر في فيلم “بلبل الشرق” إعلانات وملصقات وصورا عن أفلام السينما العربية منذ عام 1935 وما بعد وكتيبات صغيرة لأغاني الإذاعة وأغاني الأفلام السينمائية منذ عام 1930 وتسجيلات أغان من التراث القديم وصور وحياة المطربين والمطربات وأسطوانات التراث الغنائي منذ عام 1960 لمطربين سوريين ومصريين ولبنانيين كما يعرض الفيلم صورا للآلات التي احتفظ بها المصري والتي تنتمي إلى التخت الشرقي كالعود والكمان والناي والقانون والطبلة وارشيفا عن حياة كبار عازفي التخت الشرقي في سورية ومصر ولبنان مع تسجيلات لهذه الالات وحياة الملحنين وأعمالهم الفنية وشعراء الأغاني وأعمالهم وحياة وأعمال المخرجين السينمائيين وتسجيلات من التراث الغنائي القديم بصوت جماعي لعدد من الفرق السورية واللبنانية مع مجلات فنية قديمة منذ عام 1940 وأشرطة “بكرات” من التراث الغنائي القديم ومجموعة أغاني الأفلام العربية الغنائية للمطربين والمطربات في مصر ولبنان.

طباعة المقال طباعة المقال